خطبة الجمعة القادمة : حديث القرآن عن بُغاة الفتنة والمفسدين في الأرض ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة 5 فبراير 2021م بعنوان : حديث القرآن عن بُغاة الفتنة والمفسدين في الأرض ، للدكتور محمد حرز، بتاريخ 23 جمادى الثانية 1442هـ ، الموافق 5 فبراير 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 5 فبراير 2021م بعنوان : حديث القرآن عن بُغاة الفتنة والمفسدين في الأرض ، للدكتور محمد حرز:
أولاً: الإسلام دين الصلاح والإصلاح.
ثانياً: صور الفساد التي عمت أرجاء الأرض
ثالثا: ما العلاج ؟
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 5 فبراير 2021م كما يلي:
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وما كان معه من إله المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضي أن لا نعبد إلا إياه ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ُأول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الفرد الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ البشير النذير ,السراج المنير , خير الأنبياء مقاما, وأحسن الأنبياء كلاما , الداعي إلي خير الأقوال وأحسن الأفعال , أرسله ربه والناس صنفان مغضوب عليهم جفاة وضالون غلاة, فجاء بالدين الوسط وحذر من الزيغ والشطط وتركنا علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتمسك بها إلا كل مفلح راشد . فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلي آله وصحبه, وكل من سار علي نهجه واكتفي أثره إلي يوم الدين أما بعد……. فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ( [الشعراء:150-152.
ثم أما بعد : (حديث القرآن عن بغاة الفتنة والمفسدين في الأرض)
عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا
عناصر اللقاء :
أولاً: الإسلام دين الصلاح والإصلاح.
ثانياً: صور الفساد التي عمت أرجاء الأرض
ثالثا: ما العلاج ؟
ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن بغاة الفتنة والمفسدين في الارض وخاصة ولقد انتشر الفساد والفتن في المجتمعات بصورة مخزية ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وخاصة ولقد تكاثر هؤلاء المفسدون في عصرنا الحاضر، وتعدَّدت راياتهم، وتفننوا في ابتكار صنوف الفساد والإفساد في كل الميادين، وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلُّف الأمة وتردِّي مكانتِها؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أولاً: الإسلام دين الصلاح والإصلاح.
أيها السادة :تحدث القرآن عن الفتنة وبين أن الفتنة خطرها جسيم ونهايتها أليمة, تؤدي للهلاك والدمار
فالفتنة في المجتمعات داء اجتماعي خطير ,ووباء خلقي كبير ,ما فشي في أمة إلا كان نذيراً لهلاكها ,وما دب في أسرة إلا كان سبباً لفنائها ,فهي مصدر كل عداء وينبوع كل شر وتعاسة , فالفتن ياسادة لا تطيب معها حياة، ولا يصفو معها عيش، تذهل لها العقول، وتضيق بها الصدور، وتزل فيها الأقدام. لذا حذر منها الإسلام ونبي الاسلام حيث قال ( والفتنة أشد من القتل ). وتحدث القرآن عن الإفساد في الارض وجزاء المفسدين في أكثر من خمسين آية كلها تحذر من الفساد والإفساد بجميع صوره وشتى أشكاله وكيف لا؟ والإسلام دين الصلاح والإصلاح وما من نبي من الأنبياء الا ودعا قومه إلي التوحيد والاصلاح والصلاح وحذر من الفساد وكيف لا ؟ والفساد: هو كل عمل ضد الإصلاح، وكيف لا ؟) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ([البقرة:205]. قال الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه: والله لا يحب المعاصيَ، وقطعَ السبيل، وإخافة الطريق.. وقال العباس بن الفضل : الفساد هو الخراب .. والآية بعمومها تعم كل فساد كان في أرض أو مال أو دين .
فالمصيبة ياسادة أن ترى نفسك مصلحا ولست كذلك !!!!)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ( [البقرة:11]. فهم يرون عملهم وإفسادهم إِصلاحاً وهم المفسدون: )أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ( [البقرة:12] المصيبة ياسادة أن ترى نفسك تقيا ولست كذلك!!!! وقال تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ [البقرة:204، 205
وهذا هو فرعون سمى دعوة موسى عليه السلام فساداً وهو مصلح يارب سلم: )وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ( [غافر:26].
لذا حذَّر جل وعلا من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة:60] ، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف:56] فالإفسادُ في الأرض شِيمَة المجرِمين، وطبيعة المخرِّبين، وعمل المفسِدين، ففيه ضَياعٌ للأملاك، وضِيقٌ في الأرزاق، وسُقُوطٌ للأخلاق، إنَّه إخفاقٌ فوق إخفاق، يُحوِّل المجتمع إلى غابَةٍ يأكُل القوي فيه الضعيف، وينقضُّ الكبير على الصغير، وينتَقِم الغني منَ الفقير، فيزداد الغنيُّ غنًى، ويزداد الفقير فقرًا، ويَقوَى القويُّ على قوَّته، ويضعُف الضعيف على ضعفه!. والفسادُ داءٌ مُمتدٌّ لا تحُدُّه حدودٌ، ولا تمنعُه فواصِلُ.
ودعا الله جل وعلا عباده إلى الاتعاظ والاعتبار بأحوال الأمم السالفة وما أحلَّه الله بهم من عواقب وخيمةٍ ونهاياتٍ أليمة ؛ قال الله تعالى : ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف:103] ، وقال الله تعالى: ﴿ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف:86 قال جل وعلا﴿ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) ﴾ أي في الأرض ﴿ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر:12-14] أي لجميع المفسدين في أيِّ زمان وفي أيِّ مكان وفي أيِّ وقت .
ونهى الله جل وعلا عن اتباع كل مفسد وطاعته ؛ قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف:142] ، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ [الشعراء:151-152] .
لذا أمرنا الله جل وعلا بالإصلاح، وأرسل أنبياءه للإصلاح فقال تعالي حكاية على لسان شعيب عليه السلام ) إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ( سورة هود88، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجتمع الصلاح والفساد معاً إلا أن يتدافعا ليظهر الصلاح من الفساد قال ربنا (: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ( سورة ص28
فسبيل المصلحين معروف، وسبيل المفسدين معروف، فكن من المصلحين تسعد في الدنيا والآخرة
وإياك وطريق المفسدين فهو طريق الهلاك والمار في الدنيا والآخرة .
ثانياً: صور الفساد التي عمت أرجاء الأرض
أيها السادة : هناك صور كثيرة للفساد في الأرض منها على سبيل المثال لا الحصر : فساد الدين والعقيدة بالإشراك بالله تعالى أعظم فساد في الأرض ، قال تعالى: )وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ( [يونس40.)
ومن صور الفساد : المعصية بجميع صورها من أكل للحقوق والميراث ومن ظلم للزوجة ومن ظلم للجيران ومن أكل الربا ومن السحر والشعوذة والكبر والغرور فكل المعاصي إفساد في الارض قال الله تعالى : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الروم:41 .
ومن صور الفساد :سفك الدم الحرام بغير حق من أعظم صور الفساد، ولذا قالت الملائكة : ) أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ( ، وقتل النفس بغير حق من كبائر الذنوب؛ قال صلى الله عليه وسلم « لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ]، بل وحتى قتل الكافر المعاهد والمُسْتَأْمَنُ بين النبي صلى الله عليه وسلم حرمة قتله فقال: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ.
ومن صور الفساد في الأرض : نشر البدعة: فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حَذَّرَ من الابتداع في الدين، فقال في حديث عائشة -رضي الله عنها- عنه -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» رواه مسلم .
ومن صور الفساد في الأرض : نشر المنكرات والدعوة إليها: فنشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها ،كل ذلك من صور الفساد ، قال تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ} [هود : 116]،
من صور الفساد: زعزعة الأمن فالأمن في الأوطان مطلب كل يريده ويطلبه ومن يسعى لزعزعة الأمن إنما يريد الإفساد في الأرض، وأن تعم الفوضى والشر بين عباد الله، فما يحصل في بلادنا إنما هو إرادة للإفساد في الأرض، فزعزعةَ أمن الأمّة وترويع الآمنين جريمةٌ نكراء فيها إعانة أعداء الإسلام على المسلمين، وصدق المعصوم إذ يقول(من أصبح منكم آمِنًا في سِرْبِهِ، معافًى في جسدِهِ، عنده قوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافِيرها))
ومن صور الإفساد في الأرض السعي إلى الفرقة وتحزب الناس؛ فمن نظر إلى حال الأمة الآن يجدها فرقا وأحزابا وجماعات؛ و﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 32]؛ وكل يدعي لنفسه أنه المصلح، ولكن كما قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ ﴾ [سورة البقرة: الآية 220]، لذلك نهى الله عن الفرقة والتحزب، وأمر الله بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال:46]، ويقول – جل وعلا -: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]،
ومن صور الإفساد في الأرض: التعدي على الأموال والممتلكات الخاصّة والعامّة: والاختلاسات وقبول الرشوة وهدايا العمال واستغلال المناصب للمصلحة الذاتية، وهذا كله فساد وخيانة للأمانة، سواء بسرقة منه أو بإتلافه، فإتلافه وإهلاكه فساد،و سرقته واكله فساد، ولهذا قال الله عز وجل عن إخوة يوسف عليه السلام: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ [يوسف: 73.
ومن صور الإفساد في الأرض تخريب وتدمير المنشآت العامة: فإن من يقوم بذلك من حرق المنشآت العامة وإتلاف الأشجار والحدائق يعد من أشد صور الفساد والإفساد في الأرض؛ وقد نكل الله بهؤلاء في قوله: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33.
ومن صور الإفساد في الأرض التواصل مع الأعداء على حساب الدين والوطن واللجوء إلى أعداء الاسلام لهدم الإسلام وهدم الأوطان ولا حول ولا قوة الا بالله قال الله( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ , فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ………….. ، ثالثا: ما النجاة
أيها السادة : الفساد داء والحمد لله أنه داء لماذا ؟لأن ما من داء علي ظهر الأرض إلا وله دواء كما قال نبينا r (تَدَاوَوْا عباد الله فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ وهو الْهَرَمُ) أي الشيخوخة …………..إذاً ما علاج الفساد ؟
علاج الفساد ** يبدأ بإصلاح المرء نفسه واستقامته، فمتى ما صلح الفرد صلحت الأسرة وبالتالي صلحت المجتمعات، والخير كله بالبعد عن الفساد والإفساد بكل أشكاله وصورة؛ قال تعالى: )تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَافَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(،
وبالتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله قال الله(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:123-124
ومن العلاج بذل النصح والتواصي بالحق، فكلنا ركاب سفينة واحدة إذا نجت نجا الجميع وإذا فسدت فسد الجميع ؛ قالت زينب رضي الله عنها: «يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» [متفق عليه.
ومن العلاج فرض عقوبات رادعة للمفسدين: قال عثمان -رضي الله عنه-:” إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، أي: يمنع بالسلطان باقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن؛ وقانون المواريث خير شاهد على ما أقول .
ومن العلاج في قيام أهل الحق والإصلاح بمسؤولياتهم أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، قال تعالى: فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ , وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ [هود/ ١١٦-١١٧.
ومن العلاج التحذير من المنافقين حال الفتنة ، من المخذلين والمرجفين والمصطادين في الماء العكر، ممن وصفهم الله بقوله )(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47]. ولا تستغربوا أن يكون هؤلاء المنافقون المندسون من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وهم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها.
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ……… ويروغ منك كما يروغ الثعلب
فلنتق الله عباد الله ، ولنعمل على صلاح أنفسنا وصلاح أهلينا وأولادنا ، ولنكن من أهل الحق والدعاة إلى الحق ، من المصلحين في الأرض ، وأن نحذر أشد الحذر من سبيل الفساد وطرائق المفسدين ،
حفظ الله مصر من كيد الكائدين، وشر الفاسدين وحقد الحاقدين، ومكر الـماكرين، واعتداء الـمعتدين، وإرجاف الـمُرجفين، وخيانة الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف